اللغة والثقافة
ينفرد العرب المعاصرون بتجريد المفهوم العام للثقافة من اللغة ، إذ لا يُنكر علي من يعد مثقفا ، أن تغيب لغته العربية عن ثقافته أو تخرج من دائرتها ، فهو لا يعبأ بها ولا يهمه أمرها ، ولا يقيم وزنا لقواعدها ولا لمؤاخذات أهلها !!
ومن المؤلم حقا أن تشيع هذه الظاهرة في الأقطار العربية علي نحو لا يُعرف له عند غير العرب شبيه ولا نظير لأن الأمم الحضارية توقر لغتها وتعنز بها ، وترى فيها صورة ذاتها ، ولسان حضارتها ، وقاعدة ثقافتها وتدرك أنه بغير اللغة ، لا يكتمل معنى الأمة ولا يتهيأ للثقافة أن تكون .
وما ينبغي لمثقف عند هؤلاء أن يجهل لغته ، أو لا يحسن أداءها ، وما ينبغي لمسئول في أي موقع أن يعجز عن لغته بما تقتضيه ضوابتها أو نظامها العام . ذلك فيما نعلم أمر مقرر عندهم ، لا يتخاذلون عنه ، ولا يترخصون فيه ، أما العرب فشأنهم مختلف هذا الزمان ؛ إذ انفصلت القضيتان لديهم ، فالثقافة شيء ولغتهم العربية شيء آخر .
ومن أجل ذلك يشيع في المجتمعات العربية قاطبة أن يوصف شخص ما بأنه مثقف بل واسع الثقافة شمولي المعرفة ، علي الرغم من أنه في العربية عيي أعجمي لا يكاد يبين فما ندري كيف تكتمل الثقافة – فضلا عن أن تتسع – لدي من لا يُحسن لغة قومه ولسان تاريخه وتراثه .
ولكن العرب في العصر الأخير ، ينفردون بإذاعة هذا المفهوم عن الثقافة وهو خطأ يؤدئ إلي تغيب اللغة أو عدم الإلتفات إليها وتقدير مكانتها في الحكم علي درجة المعرفة عند فرد أو مجموعة من الأفراد .
إن الذي يجهل لغته ، غير جدير أن ينسب إلي ثقافتها ، أو أن يعد في جماعتها من المثقفين .
وللدكتور طه حسين كلمة قوية في هذا المعنى إذ قال : " إن الذي لا يقدر علي لغته العربية ليس ناقص الثقافة فحسب ولكنه ناقص المروءة أو ناقص الرجولة " .
غير أن الحقيقة الراسخة ، غائمة غائبة أو مغيبة لدي العرب جميعاً ولهذا لا ينكر أن يتكلم كبير من كبراء الثقافة علي درجة كبيرة جداً في سلم المسئولية ، فلا يقيم لسانه ولا يضبط بيانه علي بضع جمل قصيرة في اللغة الفصحى .
إذا لقد حق علينا أن نراجع ضوابط الثقافة ودعائمها وأركانها في بلادنا فندفع باللغة العربية لتكون في مقدمة هذه الدعائم والأركان ، وأن نحبس لقب الثقافة أو نمنع شرفها عن كل عاجز في عربيته ، أو جاهل بأصولها ومبادئها ؛ فلا يقوم بها لسانه ، ولا يصح عليها بيانه ... وحينئذ يَجدُ هذا وأضرابه في طلب العربية : علماً ودراية ، ثم ملكة ومهارة ؛ إذ قد أيقنوا أن معرفتها وإتقانها والقدرة عليها ، هي طريق أحدهم إلي إعتراف الأمة بثقافته وجدارته أن يُسلك في سبيل المثقفين .
http://community.nu.edu.sa/web/scientific-researches/educational-development
ينفرد العرب المعاصرون بتجريد المفهوم العام للثقافة من اللغة ، إذ لا يُنكر علي من يعد مثقفا ، أن تغيب لغته العربية عن ثقافته أو تخرج من دائرتها ، فهو لا يعبأ بها ولا يهمه أمرها ، ولا يقيم وزنا لقواعدها ولا لمؤاخذات أهلها !!
ومن المؤلم حقا أن تشيع هذه الظاهرة في الأقطار العربية علي نحو لا يُعرف له عند غير العرب شبيه ولا نظير لأن الأمم الحضارية توقر لغتها وتعنز بها ، وترى فيها صورة ذاتها ، ولسان حضارتها ، وقاعدة ثقافتها وتدرك أنه بغير اللغة ، لا يكتمل معنى الأمة ولا يتهيأ للثقافة أن تكون .
وما ينبغي لمثقف عند هؤلاء أن يجهل لغته ، أو لا يحسن أداءها ، وما ينبغي لمسئول في أي موقع أن يعجز عن لغته بما تقتضيه ضوابتها أو نظامها العام . ذلك فيما نعلم أمر مقرر عندهم ، لا يتخاذلون عنه ، ولا يترخصون فيه ، أما العرب فشأنهم مختلف هذا الزمان ؛ إذ انفصلت القضيتان لديهم ، فالثقافة شيء ولغتهم العربية شيء آخر .
ومن أجل ذلك يشيع في المجتمعات العربية قاطبة أن يوصف شخص ما بأنه مثقف بل واسع الثقافة شمولي المعرفة ، علي الرغم من أنه في العربية عيي أعجمي لا يكاد يبين فما ندري كيف تكتمل الثقافة – فضلا عن أن تتسع – لدي من لا يُحسن لغة قومه ولسان تاريخه وتراثه .
ولكن العرب في العصر الأخير ، ينفردون بإذاعة هذا المفهوم عن الثقافة وهو خطأ يؤدئ إلي تغيب اللغة أو عدم الإلتفات إليها وتقدير مكانتها في الحكم علي درجة المعرفة عند فرد أو مجموعة من الأفراد .
إن الذي يجهل لغته ، غير جدير أن ينسب إلي ثقافتها ، أو أن يعد في جماعتها من المثقفين .
وللدكتور طه حسين كلمة قوية في هذا المعنى إذ قال : " إن الذي لا يقدر علي لغته العربية ليس ناقص الثقافة فحسب ولكنه ناقص المروءة أو ناقص الرجولة " .
غير أن الحقيقة الراسخة ، غائمة غائبة أو مغيبة لدي العرب جميعاً ولهذا لا ينكر أن يتكلم كبير من كبراء الثقافة علي درجة كبيرة جداً في سلم المسئولية ، فلا يقيم لسانه ولا يضبط بيانه علي بضع جمل قصيرة في اللغة الفصحى .
إذا لقد حق علينا أن نراجع ضوابط الثقافة ودعائمها وأركانها في بلادنا فندفع باللغة العربية لتكون في مقدمة هذه الدعائم والأركان ، وأن نحبس لقب الثقافة أو نمنع شرفها عن كل عاجز في عربيته ، أو جاهل بأصولها ومبادئها ؛ فلا يقوم بها لسانه ، ولا يصح عليها بيانه ... وحينئذ يَجدُ هذا وأضرابه في طلب العربية : علماً ودراية ، ثم ملكة ومهارة ؛ إذ قد أيقنوا أن معرفتها وإتقانها والقدرة عليها ، هي طريق أحدهم إلي إعتراف الأمة بثقافته وجدارته أن يُسلك في سبيل المثقفين .
http://community.nu.edu.sa/web/scientific-researches/educational-development
الأحد 10 سبتمبر 2017, 12:57 من طرف kamelm
» مطابخ عصرية ومبتكرة من مؤسسة البيالي
الأحد 05 مارس 2017, 16:21 من طرف kamelm
» الامتحانات النهائية
السبت 04 مارس 2017, 07:42 من طرف محمد شهاب2008
» مواضبع امتحان اللغة الانجليزية مع الحلول
الجمعة 10 فبراير 2017, 17:40 من طرف المدير الشرفي للمنتدى
» مواضيع امتحان لعة فرنسية مع الحلول
الجمعة 10 فبراير 2017, 17:31 من طرف المدير الشرفي للمنتدى
» شركة نقل عفش بالمدينة المنورة 0556845966
الخميس 09 فبراير 2017, 21:25 من طرف kamelm
» صور مشبات ابو لؤي
الخميس 09 فبراير 2017, 18:30 من طرف kamelm
» 150 ملف حول الإدارة الشاملة
السبت 28 يناير 2017, 10:31 من طرف المدير الشرفي للمنتدى
» 150 ملف حول إدراة الموارد البشرية
السبت 28 يناير 2017, 10:31 من طرف المدير الشرفي للمنتدى