مقدمة:
ليس من السهل أن نتصور حدودا واضحة تفصل فصلا محددا بين فروع العلوم الاجتماعية المختلفة. ذلك لأن الإنسان هو موضوع اهتمامها جميعا و إن تباينت الزوايا التي يتناولها كل علم منها بالدراسة و التحليل، و مع ذلك فإن معرفة حدود كل علم يهتم بدراسة الإنسان و ما يصدر عنه من تصرفات تكشف عن ملامح عديدة تميز كل فرع من هذه الفروع عن الآخر.
فما هي العلاقة التي تربط علم الاجتماع ببقية العلوم الاجتماعية الأخرى؟
و للإجابة عن هذه الإشكالية تطرقنا إلى الخطة التالية:
مقدمة
I. ماهية علم الاجتماع و العلوم الاجتماعية
1. مفهوم العلوم الاجتماعية
2. مفهوم علم الاجتماع
II. علاقة علم الاجتماع بالعلوم الاجتماعية
1. علاقته بعلم الاقتصاد
2. علاقته بعلم السياسة
3. علاقته بعلم التاريخ
4. علاقته بعلم النفس
5. علاقته بعلم الأنثروبولوجيا
6. علاقته بعلم الجغرافيا
7. علاقته بالإدارة
8. علاقته باللغة
9. علاقته بالقانون
10. علاقته بالخدمة الاجتماعية
خاتمة
I. ماهية علم الاجتماع و العلوم الاجتماعية:
I-1. مفهوم العلوم الاجتماعية:
و هي تتكون من شطرين العلم مفرد العلوم و هي من علم يعلم علما بمعنى أدرك حقيقة الشيء، اجتماعي مفرد اجتماعيات و هو يعني ذلك الفضاء الذي تحدث فيه الظواهر الاجتماعية و يسبب تجمع الأفراد في جماعات و ما ينتج عنها من علاقات سواء كانت أولية أو ثانوية و العلوم الاجتماعية ظهرت في القرن التاسع عشر و هي جزء من العلوم التي تدرس مظاهر الحياة البشرية و تعني الإنسان تحديدا و تميل إلى دراسة الحاضر و المستقبل و جميع تخصصاتها هي عبارة عن مجموعة فروع تتصل بعلم الاجتماع الذي يعد علما محوريا من بين هذه العلوم، كما أنها تتخذ من الظاهرة الاجتماعية التي ينتجها الأفراد موضوعا لدراستها و المجتمعات البشرية مجالا لتحقيقها و المنهج العلمي الحديث سبيلا للكشف عن علاقتها السببية.
و هي أيضا مجموعة العلوم التي تهتم بالجانب الاجتماعي للإنسان لدراسة المجتمعات البشرية و قد تعتبر فرع من فروع العلوم الإنسانية و يعتبر ميدانها المعرفة الإنسانية التي تدرس العلاقات الاجتماعية و الحياة الجماعية.
إن العلوم الاجتماعية التي نعنيها هنا هي تلك العلوم التي تهتم بالإنسان مهما اختلفت زوايا رؤيتها أو مناهجها في دراسة ذلك الإنسان و في علاقته بالإنسان الآخر أو جماعة أو دولة أو مؤسسة و هي علم اجتماع و تاريخ و اقتصاد و سياسة و أنثروبولوجيا و اللغة و الإدارة و القانون و الجغرافيا و علم النفس ... الخ.
و تختلف العلوم الاجتماعية عن بعضها في زاوية المعالجة التي ينظر إليها أي متخصص و في كيفية الحل و العلاج و إن العلوم الاجتماعية لا تنفصل عن علم الاجتماع لأنها تترابط فكلها تدرس الإنسان و السلوك.
I-2. مفهوم علم الاجتماع:
إن تعريف علم الاجتماع ليس أمرا سهلا أو هينا، لعدم وجود اتفاق على تعريف محدد، و ذلك لأن تعريف علم الاجتماع أمر مرتبط ارتباطا تاما بموضوعه و بمنهجه بل و بعلاقته بالعلوم الاجتماعية و غير الاجتماعية، من هنا تعددت التعاريف بتعدد العلماء و بتعدد النظريات و المذاهب الاجتماعية المختلفة و من المفيد هنا، استعراض عدد من التعريفات لهذا العلم و التي تنبع من إطارات مختلفة من المفاهيم العامة في النظرية السوسيولوجية و التي تصور في نفس الوقت مدى التقارب الذي يتجه إليه علماء الاجتماع في بعض المسائل الأولية كتعريف العلم.
- يعتبر أوجيست كونت Augest conte أول من أطبق مصطلح علم الاجتماع السوسيولوجي Sociologue عام 1839 و لقد كان يريد أن يطلق على العلم الجديد الفيزياء الاجتماعية و لكنه نبذ هذا المصطلح بعد أن بدأ العالم البلجيكي أودولف كاتيليه Adolphe quetlet في عمل دراسات إحصائية عن المجتمع و سمى هذا الميدان من بحثه بالفيزياء الاجتماعية و مع أن مصطلح علم الاجتماع تركيب من اللاتينية و اليونانية إلا أن هذين الشقين يصفان ببراعة ما يهدف العلم الجديد إلى إحرازه. و لوجيا logy تعني الدراسة على مستوى عالي من التخصص و على سبيل المثال البيولوجيا و علم النفس يعتبران دراسة متخصصة للحياة و العقل على التوالي و لفضة سوسيو socio تشير إلى المجتمع و هكذا فإن شقي علم الاجتماع يعنيان دراسة المجتمع على مستوى عال من التعميم و التجريد
- يعرف علم الاجتماع بأنه علم المجتمع على اعتبار أن المجتمع عبارة عن سلوك أي جماعة مكونة من أعضاء (كائنات) يحيون حياة متساندة و وسيلتهم إلى ذلك التفاعل و العلاقات المتبادلة،و من هنا يكون موضوع علم الاجتماع هو دراسة السلوك الاجتماعي الإنساني مع التأكيد على أهمية التفاعل الإنساني الذي يعبر عن سلوك الإنسان في علاقته بإنسان آخر.
- و يعرف أجبرن Ogburn و نيمكوف Nimkoff علم الاجتماع من خلال مناقشتهما للتعرف الموجز له بأنه: "الدراسة العلمية للحياة الاجتماعية"، و يرون أن الحياة الاجتماعية تقوم على التفاعل، و التفاعل يؤدي إلى التنظيم الاجتماعي الذي يؤدي بدوره إلى خلق أشياء كثيرة كالمباني و الموسيقى و الأخلاق. ـ أي إلى خلق الثقافة ـ و ما دام علم الاجتماع يدرس هذا كله فإنه صالح لأن يكون علما عاما يعالج الخصائص المشتركة بين الجماعات و المجتمعات المختلفة.- و يعرف أوجست كونت بأنه: "دراسة الخصائص العامة المشتركة بين أنواع الظواهر الاجتماعية، لذلك تقتضي هذه الدراسة دراسة العلاقات و الارتباطات بين الأنواع المختلفة من الظواهر الاجتماعية كالعلاقة بين الدين و الاقتصاد مثلا و كذلك دراسة العلاقات و الارتباطات بين الظواهر الاجتماعية و غير الاجتماعية كالجغرافيا و البيولوجيا و أخيرا دراسة الخصائص العامة المشتركة بين كل أنواع الظواهر الاجتماعية التي تعتبر محسنة للدراسات السابقة.
II. علاقة علم الاجتماع بالعلوم الاجتماعية:
II-1. علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد:
يعنى علم الاقتصاد بصفة عامة بدراسة إنتاج و توزيع السلع و الخدمات، و قد تطور هذا العلم في العالم الغربي في ظل المدرسة الكلاسيكية بإنجلترا، و تناول العلاقات المتبادلة بين المتغيرات الاقتصادية البحتة كالعلاقة بين سعر السلعة و الكمية المعروضة منها، و البحث في نظريات العرض و الطلب و ما شابه ذلك، و عند دراسة الإنتاج يهتم في علم الاقتصاد بالصناعة و المؤسسات الاقتصادية مثل البنوك و شركات التجارة و النقل، و رغم أن هذه المؤسسات هي المجال الخاص للدراسات الاقتصادية إلا أن علماء الاجتماع أيضا يهتمون بدراستها لأنهم يدرسون النواحي الاجتماعية للأنشطة الاقتصادية. و من الملاحظ أن الكثير من المشكلات الهامة ذات الصلة الوثيقة بعلم الاقتصاد لم تتناولها البحوث الاقتصادية، و من أمثلة ذلك دراسة دور القيم و التفضيل في التأثير في قوة العمل و أثر العادات الاجتماعية في الأسعار و دور التعليم في الإنتاج و غير ذلك من الموضوعات التي تركت ليتناولها في الدراسة علماء الاجتماع و علماء النفس، و كذلك يساهم علماء الاجتماع في دراسة التسويق.
و يلتقي علم الاقتصاد و علم الاجتماع في أكثر من موضوع، فالثروة التي هي بؤرة علم الاقتصاد لا توجد إلا في مجتمع و لا تنتج إلا عن طريق الأيدي العاملة و لا تتناول إلا بين أفراد تربطهم نظم و أوضاع اجتماعية، كما يهتم علماء الاجتماع بدراسة العلاقات الاقتصادية بين العمال و أصحاب الأعمال أي بين العمل و رأس المال، الذي أصبح قوة جمعية لأنه ثمرة الجهد الذي يبذله أفراد المجتمع منذ القدم. و من هنا نشأت النظريات الاشتراكية التي مهدت لقيام نظم سياسية و اجتماعية و تستند إلى أسس اقتصادية.
II-2. علاقة علم الاجتماع بعلم السياسة:
يتكون علم السياسة من فرعين رئيسيين الأول يبحث في النظريات السياسية و الثاني يدرس الإدارة، و لا يتطرق أي من الفرعين إلى دراسة السلوك السياسي، و تهتم النظريات السياسية بدراسة الأفكار المتعلقة بالحكومات منذ "أفلاطون" و "ميكيافيللي" و من "روسو "إلى "ماركس"، أما الفرع الخاص بالإدارة المحلية فيعنى بصفة عامة بوصف البناء الحكومي و وظائف الأجهزة المختلفة المكونة له و هكذا يقصر علم السياسة جهوده على دراسة السلطة مجسدة في الأجهزة الرسمية و دراسة العمليات التي تحدث داخل نظاق الجهاز فيما بينها، بينما يهتم علم الاجتماع بدراسة كافة جوانب المجتمع و العلاقات المتبادلة بين مختلف الهيئات و الأجهزة القائمة فيه و من بينها الحكومة.
و تلتقي أحد فروع علم الاجتماع و هو الاجتماع السياسي مع علم السياسة في الاهتمام بموضوعات واحدة و تماثل في أسلوب الدراسة، و لقد ذكر لبست LIBSIT أن "علم السياسة يعنى بالإدارة العامة و كيفية رفع كفاءة الأجهزة الحكومية" في حين يهتم علم الاجتماع "بالبيروقراطية" BUREAUCROCY و الضغوط المتصلة بها. و قد حاول رجال الاجتماع خلال النصف الثاني من القرن العشرين أن يبرزوا الفوارق بين دراساتهم و الدراسات السياسية البحتة فازداد اهتمامهم بالبحوث الاجتماعية في مجال السلوك السياسي فبحثوا في السلوك الانتخابي و اتجاهات الرأي العام نحو الموضوعات السياسية المختلفة و عمليات اتخاذ القرارات في المجتمعات المحلية الصغيرة و غير ذلك من البحوث.
II-3. علاقة علم الاجتماع بعلم التاريخ: علم التاريخ هو علم إنساني اجتماعي في نفس الوقت و يصنف بأنه أبو العلوم لأنه من أقدمها، كما يعرف بأنه " ذلك العلم الذي يتخذ من الوقائع و الأحداث التاريخية التي تظهر في مسرح الحياة البشرية موضوعا، و يهدف إلى استخلاص العبر من تجارب السابقين".
يهتم علم التاريخ بدراسة ما حدث فعلا و يؤرخ الحوادث التاريخية في مواقف معينة فهو سجل حافل لتاريخ البشر يفرض الشروط و الأسباب لحدوث المحددات التاريخية كما حدث فالمؤرخ يختار من بين تلك الحوادث الكثيرة ما يراه أكثر أهمية و يعرض كيفية ارتباط حادثة معينة بحوادث أخرى و كل ذلك يتعلق بنظرة إلى الذاتية الخاصة.
و عالم الاجتماع يهتم بدراسة تاريخ و لكن على نحو مختلفة مهنته الأساسية هي:
1. الفهم الشمولي للعمليات الاجتماعية المتكررة بالنسبة للجماعة أو المجتمع، و بمعنى تحليل القوى الاجتماعية و الثقافة و السياسية و العسكرية التي لعبت دورا بازرا في تشكيل الواقع الاجتماعي في فترة زمانية و كيف تمخض عن ذلك ظهور بعض الظواهر أو المشاكل الاجتماعية
2. الوقوف عند العلاقات العملية التي تربط الماضي و الحاضر و كيف تفسر و تؤثر في المستقبل بمعنى أن عالم الاجتماع يهتم بالماضي لكي يفسر به الحاضر و كلاهما (الماضي و الحاضر) يعمل صورة تنبؤية للمستقبل.
3. تطوير بعض الفروض العلمية و التي قد تختبر فيما بعد في دراسات أخرى.
4. الكشف عن النظريات التي تفسر التطور التاريخي مثل ما قام به ماركس في محاولة الكشف عن ميكانيزمات الصراع الاجتماعي و ما ينتج عن ذلك من آثار اجتماعية و اقتصادية و سياسية شكلت مجرى التاريخ الإنساني و كذلك يهدف البحث التاريخي وضع نظريات اجتماعية تفسر ثقافات و أشكال الحضارات الإنسانية مثل "سوروكن" و "سيجر" و "باسونز" و غيرهم في مجادلتهم استقصاء التاريخ من أجل تفسير أشكال التغير الثقافي و الاجتماعي في المجتمعات الإنسانية قديما و حديثا.
II-4. علاقة علم الاجتماع بعلم النفس:
هو ذلك العلم من العلوم الاجتماعية التي تدرس الأفراد في حالات منعزلة و يهتم بدراسة مظاهر السلوكات التي تعبر عن شخصيات الأفراد الذين يتأثرون بالأوضاع الاجتماعية المختلفة.
قد يتصور البعض أن علم الاجتماع يهتم بدراسة الجماعة بينما يهتم علم النفس بدراسة الفرد، غير أن هذا الاتجاه لا يقرر الحقيقة كاملة، فالجماعة ما هي إلا عدد أقل أو أكثر من الأفراد و الجماعات لا تفكر أو تشعر أو تصرف إلا في أسلوب مجازي، إذ أن التفكير و السلوك لا يصدران إلا عن الأفراد، كما أن الإنسان الفرد ليس له وجود و الحياة الإنسانية لا يمكن أن تتحقق إلا في وسط جمعي. هذا و يظهر التداخل بين كل من علم الاجتماع و علم النفس و يظهر بوضوح في فرع علم النفس الاجتماعي الذي يقع على الحدود بين العلمين.
و الواقع أن كلا من العلمين يتبنى وجهات نظر مختلفة، فعلم النفس يعنى بدراسة حاجات الفرد و قدراته و تنظيمها في محيط شخصيته و يبحث في مصدر الدوافع الفردية في نطاق التكوين الشخصي، بينما يهتم علم الاجتماع بالطريقة التي تقوم على أساسها علاقة كل فرد بغيره من الأفراد في محيط الجماعة، و يبحث عن مصادر الدوافع البشرية في نطاق الأفكار و القيم التي يتعلمها الفرد من مجتمعه، بينما يهتم علم النفس بالسلوك الفردي يهتم علم الاجتماع بالتفاعل الذي يحدث بين أكثر من شخص و تأثير سلوك كل شخص في سلوك الآخر. و رغم الاختلافات الواضحة بين كل من العلمين فهما يلتقيان في الاهتمام بموضوعات متقاربة كثيرة كدراسة جناح الأحداث و الانتحار مثلا بغرض الوقوف على الأسباب و الدوافع التي تؤدي إلى هذا السلوك، غير أن علماء الاجتماع حينما يدرسون هذه الأمور لا يهتمون بالديناميات النفسية إنما يقصرون اهتمامهم على دراسة الموقف الاجتماعي الذي يحدث فيه السلوك، أي أنهم يهتمون بدراسة الجماعة لأنها هي التي تؤثر في سلوك الأفراد. و قد قامت فروع كثيرة من الدراسات النفسية المعنية بدراسة الشخصية الفردية المتأثرة بظروف البيئة و ظواهر الاجتماع و منها – كما سبق أن ذكرنا ـ علم النفس الاجتماعي و كذلك.
II-5. علاقة علم الاجتماع بعلم الأنثروبولوجيا:
تعرف الأنثروبولوجيا بأنها كلمة إغريقية مركبة من شقين: الإنسان ANTHROPES و علم LOGES و هي تعني علم الإنسان و يعنى هذا العلم بدراسة مظاهر حياة الإنسان دراسة شاملة و هي تركز على ما هو بدائي و بسيط في حياة الإنسان.
تهتم الأنثروبولوجيا أو علم الإنسان ببيان أوجه النشاط الإنساني في عصور قديمة أو مجتمعات معزولة و صغيرة نسبيا و هي باعتبارها تهتم أيضا بدراسة الحضارة البشرية و التطور المادي و الثقافي للإنسان، و تقسم الأنثروبولوجيا إلى 4 أقسام رئيسية و هي الأنثروبولوجي الفيزيقية و علم الآثار و الأنثروبولوجيا الثقافية و الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
و عموما ارتبطت تحليلات دراسات الأنثروبولوجيا بمجموعة كبيرة من رواد علماء الاجتماع و الأنثروبولوجيا من أمثال راد كليف براون R.BRAWN و مالينوفسكي MALINOWSKI و كروبر KROBER و غيرهم آخرون. و لقد تأثر بهذه التحليلات كثير من رواد علم الاجتماع من أمثال دروكهايم و غيره من رواد الاتجاه البنائي الوظيفي في دراسة الحياة الاجتماعي في المجتمعات الحديثة. كما تعددت اهتمامات الأنثروبولوجيا في الوقت الراهن و لم تقتصر على دراسة المجتمعات البدائية أو البسيطة فقط و لكن أصبحت أيضا تهتم بدراسة مشكلات المجتمع الحديث و خاصة المناطق المتخلفة SLUMS AREAS و المناطق الصناعية و تحليل مشكلات الجريمة و الأعراف في المجتمعات المتحضرة لتشارك عموما مجموعة اهتمامات علماء الاجتماع و العلوم الاجتماعية في الكثير من الميادين و المجالات المختلفة.
II-6. علاقة علم الاجتماع بالجغرافيا:
تعتبر دراسة الظواهر الجغرافية من الدراسات الهامة التي يهتم بها علماء الاجتماع لاعتبارها جزء من البيئة الخارجية التي تحيط بالإنسان ذاته فدراسة البيئة الجغرافية من قبل علماء الاجتماع تجعلهم يتعرفون على كثير من الجوانب المتداخلة أو المسبقة لحدوث الظاهرة الاجتماعية ذاتها و هذا ما يعتبر في حد ذاته موضع اهتمام لعلماء الجغرافيا أنفسهم.
فدراسة الظواهر السكانية أو الهجرة أو النشاط الاقتصادي مثلا يجعل عالم الاجتماع أن يتعرف على طبيعة و أثر البيئة الجغرافية و العوامل المناخية و التضاريس و العوامل الاقتصادية و غيرها التي تؤثر في توزيع السكان أو الكثافة السكانية أو نوعية النشاط الاقتصادي و عملية الطرد أو الجذب عند دراسة الهجرة سواء كانت داخلية أو خارجية أو مؤقتة أو دائمة كما أن دراسة التركيب السكاني و الديموغرافي للسكان يجعلنا نهتم بدراسة جميع العوامل المتداخلة مع نوعية تركيب السكان، الوضع الطبقي و المهني و جميع الأنشطة الاقتصادية كما أن دراسة قضايا النمو السكاني أو الزيادة السكانية تجعلنا نهتم أيضا بقضايا سوسيولوجية و سكانية مثل المواليد و الوفايات و علاقة الموارد و الغذاء بالسكان، نوعية الفقر و غير ذلك من قضايا جاءت في الكثير من اهتمامات علماء الجغرافيا و فروعها المختلفة مثل الجغرافيا البشرية و الاقتصادية و الطبيعية و أن عالم الاجتماع يهتم كثيرا بدراسة اهتمامات و موضوعات علماء الجغرافيا من أجل الاستفادة من مداخلهم و مناهجهم و تفسيرهم للظواهر الجغرافية و هذا ما ينطبق على سعي علماء الجغرافيا للاستفادة من تحليلات علماء الاجتماع و لا سيما أن الجميع يهتم بدراسة المجتمع ككل.
II-7. علاقة علم الاجتماع بالإدارة:
يعتبر علم الإدارة من العلوم الاجتماعية التي استقلت حديثا على علم الاقتصاد و أخذت مفاهيم مثل: MANAGEMENT أو ADMINISTRATION و أن كان المفهوم الأخير يطلق ليس فقط على طبيعة إدارة المؤسسات أو التنظيمات الصناعية الإنتاجية و لكن أيضا على التنظيمات السياسية أو الحكومات، و لقد ارتبط علم الإدارة كغيره من العلوم الاجتماعية ذات الحداثة النسبية مقارنة بالعلوم الاجتماعية الكلاسيكية أو التقليدية بعلم الاجتماع نظرا للاهتمامات المتزايدة لعلماء هذا العلم المتخصصين منه و لا سيما في السنوات الأخيرة أصبحت مجالاته و ميادينه تتداخل على الكثير من العلوم أو فروع العلوم الاجتماعية ذاتها.
فلقد جاءت اهتمامات عالم الاجتماع لتدرس جميع المؤسسات و التنظيمات الاجتماعية كاملة و إن علم الاجتماع يدرس الأفراد و الجماعات ليس فقد بأنهم أفراد مجردين و لكن أيضا عن طريق وجودهم كأعضاء داخل تنظيمات و مؤسسات اجتماعية مميزة و يعتمد علم الاجتماع التنظيم أحد المجالات الهامة لعلم الاجتماع و التي يهتم بدراسة طبيعة الإدارة داخل تنظيمات الاجتماعية المختلفة و التي يقوم بدراستها علماء الاجتماع بدءا من الشركات العالمية و الشركات العملاقة حتى دراسة جماعة أو تنظيمات عصابات الأحداث أو الجناح، إن مهمة علم الاجتماع لا تكرس فقط لدراسة الأفراد و الجماعات باعتبارهم أفراد عاديين و لكن تفسير سلوكهم و أنشطتهم و تفاعلهم داخل التنظيمات الاجتماعية التي يولدون، يتربون، ينشأون، يعملون، يرفهون فيها أو يوقع عليهم الجزاء و العقاب، و إن تعدد اهتمامات عالم الاجتماع و تنوع مجالات اختصاصاته جعلته يشارك كثير من علماء العلوم الاجتماعية و فروعها المختلفة في الكثير من الموضوعات و القضايا و المشكلات الاجتماعية التي توجد في المجتمع الحديث.
II-8. علاقة علم الاجتماع باللغة:
يعد علم اللغة من العلوم الاجتماعية الذي يهتم بدراسة الكثير من أنشطة الإنسان خلال تفاعله و علاقاته و انفعالاته و سلوكه أو رد الفعل الفردي اتجاه الآخرين و تعتبر اللغة رمز الاتصال بين الكائنات الحية بما فيها البشر و كما تعتبر جزء من مكونات الثقافة و عناصرها المختلفة و التي لا يهتم بها علماء اللغة فقط، و لكن الكثير من علماء العلوم الاجتماعية بما يهتم علم الاجتماع، النفس، الأنثروبولوجبا، السياسة و الاقتصاد و غيرهم و لقد اهتم الكثير من علماء تراث علم الاجتماع بأهمية تحديد مفهومات و تصورات هذا العلم و ذلك في ضوء متطلبات تحديد المعاني و الأفكار العامة و التي يطرحها الباحثين و المتخصصين في مجالات المختلفة.
و لقد ظهر منذ عدة عقود في الجامعات الغربية و العالمية اهتماما ملحوظا بعلم اجتماع اللغة SOCIOLOGY OF LINGUISTICS كأحد الفروع التي ترتبط بين اهتمامات كل من علماء الاجتماع و علماء اللغة و لكن للأسف لا تزال الاهتمامات بهذا الفرع في الجامعات و المعاهد العليا العربية بعيدا كل البعد عن الاهتمام و الترحيب شأنه شأن كثير من التخصصات الأخرى التي لم تظهر لحيز الوجود لأسباب متعددة المهم أن علم اجتماع اللغة تركز على دراسة طبيعة مكونات و تراكيب اللغة و أسباب انتشارها و اختلاف و تباين اللغات العالمية، و نوعية اختلاف اللغات و اللهجات العالمية مثل اللهجات الساحلية عن الداخلية أو أهل الريف عن أهل الحضر أو التطور اللفظي لمفردات اللغة و اشتقاقاتها المختلفة
II-9. علاقة علم الاجتماع بالقانون:
هو مجموعة قواعد قانونية تنظم سلوكات أفراد المجتمع حيث أن هذه القواعد منها ما هو آمر و ما هو ما هو تكميلي. و تبزر العلاقة بين العلمين في:
- هما علمان اجتماعيان يهتمان بدراسة الفرد و المجتمع.
- رغم أنها يهتمان بدراسة الإنسان في الوسط الاجتماعي إلا أن علم الاجتماع أشمل من علم القانون و الذي يعد في نظر بعض السوسيولوجيين فرعا ثانويا من فروع علم الاجتماع.
- يعتمدان على دراسة الظاهرة الاجتماعية في وسطها الاجتماعي كما أنهما يلتزمان باستخدام المهنج العلمي الحديث في تتبع و تحليل الظواهر القانونية الاجتماعية.
- إن هذان العلمان يلتقيان في فرع مشترك يسمى علم الاجتماع القانوني و عند البعض علم اجتماع الحقوق و لكن الأول أدق.
- أصبحت الدراسات السوسيوقانونية ملحة جدا نظرا لتعقد الظواهر الاجتماعية و بروز ظواهر حديثة مثل جرائم الإرهاب جرائم الأنرنيت جرائم التجسس جرائم البيئة.
- من بين المواضيع التي يهتم بها هذان العلمان نجد الأسرة و القانون الجماعات الاجتماعية و القانون المرأة و القانون الثقافة القانونية النظام الاجتماعي و القانون ... إلخ.
II-10. علاقة علم الاجتماع بالخدمة الاجتماعية:
ترتبط الخدمة الاجتماعية و فروعها و ميادينها المختلفة بعلم الاجتماع و في كثير من الأحيان نوع من الخلط في طبيعة الاهتمامات بين هذين العلمين، فعلم الاجتماع يركز على استخدام النظريات السوسيولوجية في تحديد و توجيه البحث الاجتماعي و مناهجه و أدوات جمع بياناته المختلفة بالإضافة إلى استخدام كل في كيفية تطبيق و اختبار هذه النظريات في الواقع، أما علم الخدمة الاجتماعية و أقسامه المختلفة مثل خدمة الفرد و خدمة الجماعة و تنظيم المجتمع و غيرها بأنها تهتم بتوصيف أنماط الخدمة من الناحية العلمية الواقعية و ما ينبغي أن يقوم به دور الأخصائيين أو الممارسين أو القائمين على التخطيط الاجتماعي لأساليب الرعاية المختلفة
و بالطبع فقد يجب الباحث غير المتخصص أو القارئ العادي أنه لا توجد هناك اختلافات جوهرية بين العلمين و علم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية و لكن بالطبع هناك مجموعة من الاختلافات التي قد ترجع إلى طبيعة النظريات السوسيولوجية و التراث الأكاديمي المميز لعلم الاجتماع و نوعية مناهجه و طرق بحثه و أدوات جمع بياناته و إن كانت توجد ثمة اتفاق حول طبيعة طرق البحث و أدوات جمع البيانات و التي يهتم بها كل من علماء الاجتماع و الخدمة الاجتماعية و لا سيما أن هدف كل منهما هو دراسة المجتمع و جمع الحقائق و البيانات الواقعية بصورة علمية مدروسة.
خاتمة:
و موجز القول أن علم الاجتماع بوصفه أحد العلوم الاجتماعية له وظيفة عامة تناسب تلك الوظائف التي تؤديها بقية العلوم الاجتماعية، و العلوم الاجتماعية كلها تدرس السلوك البشري و لكن من زوايا مختلفة و الاختلاف راجع إلى اختلاف في موضوعات الدراسة و كذلك نوع المتغيرات المستخدمة في التفسير، و يؤكد الكثير من العلماء أن الاختلاف في العلوم الاجتماعية هو اختلاف تمليه ضرورة الدراسة و التحليل فقط غير أن نتائج البحوث في ميادين العلوم الاجتماعية متشابكة و مترابطة.
قائمة المراجع:
1. صلاح العبد: علم الاجتماع التطبيقي، دار التعاون للنشر و الطبع، 1972.
2. صلاح مصطفى الفوال: منهجية العلوم الاجتماعية، دار الهنا للطباعة، القاهرة (مصر)، 1982.
3. عاطف غيث: علم الاجتماع، ج1، دار الكتب الجامعية، الإسكندرية (مصر)، 1973.
4. عبد الله الهادي الجوهري: أصول علم الاجتماع، المكتبة الجامعية، الإسكندرية، (مصر)، 2001.
5. عبد الله محمد عبد الرحمان: علم الاجتماع النشأة و التطور، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية (مصر)، 2003.
6. عبد الله محمد عبد الرحمان: علم الاجتماع الاقتصادي، ج1، دار المعرفة الجامعية الإسكندرية (مصر)، 1994.
7. محمد أحمد بيومي: أسس و موضوعات علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية (مصر)، 2004.
منقوووووووووول
ليس من السهل أن نتصور حدودا واضحة تفصل فصلا محددا بين فروع العلوم الاجتماعية المختلفة. ذلك لأن الإنسان هو موضوع اهتمامها جميعا و إن تباينت الزوايا التي يتناولها كل علم منها بالدراسة و التحليل، و مع ذلك فإن معرفة حدود كل علم يهتم بدراسة الإنسان و ما يصدر عنه من تصرفات تكشف عن ملامح عديدة تميز كل فرع من هذه الفروع عن الآخر.
فما هي العلاقة التي تربط علم الاجتماع ببقية العلوم الاجتماعية الأخرى؟
و للإجابة عن هذه الإشكالية تطرقنا إلى الخطة التالية:
مقدمة
I. ماهية علم الاجتماع و العلوم الاجتماعية
1. مفهوم العلوم الاجتماعية
2. مفهوم علم الاجتماع
II. علاقة علم الاجتماع بالعلوم الاجتماعية
1. علاقته بعلم الاقتصاد
2. علاقته بعلم السياسة
3. علاقته بعلم التاريخ
4. علاقته بعلم النفس
5. علاقته بعلم الأنثروبولوجيا
6. علاقته بعلم الجغرافيا
7. علاقته بالإدارة
8. علاقته باللغة
9. علاقته بالقانون
10. علاقته بالخدمة الاجتماعية
خاتمة
I. ماهية علم الاجتماع و العلوم الاجتماعية:
I-1. مفهوم العلوم الاجتماعية:
و هي تتكون من شطرين العلم مفرد العلوم و هي من علم يعلم علما بمعنى أدرك حقيقة الشيء، اجتماعي مفرد اجتماعيات و هو يعني ذلك الفضاء الذي تحدث فيه الظواهر الاجتماعية و يسبب تجمع الأفراد في جماعات و ما ينتج عنها من علاقات سواء كانت أولية أو ثانوية و العلوم الاجتماعية ظهرت في القرن التاسع عشر و هي جزء من العلوم التي تدرس مظاهر الحياة البشرية و تعني الإنسان تحديدا و تميل إلى دراسة الحاضر و المستقبل و جميع تخصصاتها هي عبارة عن مجموعة فروع تتصل بعلم الاجتماع الذي يعد علما محوريا من بين هذه العلوم، كما أنها تتخذ من الظاهرة الاجتماعية التي ينتجها الأفراد موضوعا لدراستها و المجتمعات البشرية مجالا لتحقيقها و المنهج العلمي الحديث سبيلا للكشف عن علاقتها السببية.
و هي أيضا مجموعة العلوم التي تهتم بالجانب الاجتماعي للإنسان لدراسة المجتمعات البشرية و قد تعتبر فرع من فروع العلوم الإنسانية و يعتبر ميدانها المعرفة الإنسانية التي تدرس العلاقات الاجتماعية و الحياة الجماعية.
إن العلوم الاجتماعية التي نعنيها هنا هي تلك العلوم التي تهتم بالإنسان مهما اختلفت زوايا رؤيتها أو مناهجها في دراسة ذلك الإنسان و في علاقته بالإنسان الآخر أو جماعة أو دولة أو مؤسسة و هي علم اجتماع و تاريخ و اقتصاد و سياسة و أنثروبولوجيا و اللغة و الإدارة و القانون و الجغرافيا و علم النفس ... الخ.
و تختلف العلوم الاجتماعية عن بعضها في زاوية المعالجة التي ينظر إليها أي متخصص و في كيفية الحل و العلاج و إن العلوم الاجتماعية لا تنفصل عن علم الاجتماع لأنها تترابط فكلها تدرس الإنسان و السلوك.
I-2. مفهوم علم الاجتماع:
إن تعريف علم الاجتماع ليس أمرا سهلا أو هينا، لعدم وجود اتفاق على تعريف محدد، و ذلك لأن تعريف علم الاجتماع أمر مرتبط ارتباطا تاما بموضوعه و بمنهجه بل و بعلاقته بالعلوم الاجتماعية و غير الاجتماعية، من هنا تعددت التعاريف بتعدد العلماء و بتعدد النظريات و المذاهب الاجتماعية المختلفة و من المفيد هنا، استعراض عدد من التعريفات لهذا العلم و التي تنبع من إطارات مختلفة من المفاهيم العامة في النظرية السوسيولوجية و التي تصور في نفس الوقت مدى التقارب الذي يتجه إليه علماء الاجتماع في بعض المسائل الأولية كتعريف العلم.
- يعتبر أوجيست كونت Augest conte أول من أطبق مصطلح علم الاجتماع السوسيولوجي Sociologue عام 1839 و لقد كان يريد أن يطلق على العلم الجديد الفيزياء الاجتماعية و لكنه نبذ هذا المصطلح بعد أن بدأ العالم البلجيكي أودولف كاتيليه Adolphe quetlet في عمل دراسات إحصائية عن المجتمع و سمى هذا الميدان من بحثه بالفيزياء الاجتماعية و مع أن مصطلح علم الاجتماع تركيب من اللاتينية و اليونانية إلا أن هذين الشقين يصفان ببراعة ما يهدف العلم الجديد إلى إحرازه. و لوجيا logy تعني الدراسة على مستوى عالي من التخصص و على سبيل المثال البيولوجيا و علم النفس يعتبران دراسة متخصصة للحياة و العقل على التوالي و لفضة سوسيو socio تشير إلى المجتمع و هكذا فإن شقي علم الاجتماع يعنيان دراسة المجتمع على مستوى عال من التعميم و التجريد
- يعرف علم الاجتماع بأنه علم المجتمع على اعتبار أن المجتمع عبارة عن سلوك أي جماعة مكونة من أعضاء (كائنات) يحيون حياة متساندة و وسيلتهم إلى ذلك التفاعل و العلاقات المتبادلة،و من هنا يكون موضوع علم الاجتماع هو دراسة السلوك الاجتماعي الإنساني مع التأكيد على أهمية التفاعل الإنساني الذي يعبر عن سلوك الإنسان في علاقته بإنسان آخر.
- و يعرف أجبرن Ogburn و نيمكوف Nimkoff علم الاجتماع من خلال مناقشتهما للتعرف الموجز له بأنه: "الدراسة العلمية للحياة الاجتماعية"، و يرون أن الحياة الاجتماعية تقوم على التفاعل، و التفاعل يؤدي إلى التنظيم الاجتماعي الذي يؤدي بدوره إلى خلق أشياء كثيرة كالمباني و الموسيقى و الأخلاق. ـ أي إلى خلق الثقافة ـ و ما دام علم الاجتماع يدرس هذا كله فإنه صالح لأن يكون علما عاما يعالج الخصائص المشتركة بين الجماعات و المجتمعات المختلفة.- و يعرف أوجست كونت بأنه: "دراسة الخصائص العامة المشتركة بين أنواع الظواهر الاجتماعية، لذلك تقتضي هذه الدراسة دراسة العلاقات و الارتباطات بين الأنواع المختلفة من الظواهر الاجتماعية كالعلاقة بين الدين و الاقتصاد مثلا و كذلك دراسة العلاقات و الارتباطات بين الظواهر الاجتماعية و غير الاجتماعية كالجغرافيا و البيولوجيا و أخيرا دراسة الخصائص العامة المشتركة بين كل أنواع الظواهر الاجتماعية التي تعتبر محسنة للدراسات السابقة.
II. علاقة علم الاجتماع بالعلوم الاجتماعية:
II-1. علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد:
يعنى علم الاقتصاد بصفة عامة بدراسة إنتاج و توزيع السلع و الخدمات، و قد تطور هذا العلم في العالم الغربي في ظل المدرسة الكلاسيكية بإنجلترا، و تناول العلاقات المتبادلة بين المتغيرات الاقتصادية البحتة كالعلاقة بين سعر السلعة و الكمية المعروضة منها، و البحث في نظريات العرض و الطلب و ما شابه ذلك، و عند دراسة الإنتاج يهتم في علم الاقتصاد بالصناعة و المؤسسات الاقتصادية مثل البنوك و شركات التجارة و النقل، و رغم أن هذه المؤسسات هي المجال الخاص للدراسات الاقتصادية إلا أن علماء الاجتماع أيضا يهتمون بدراستها لأنهم يدرسون النواحي الاجتماعية للأنشطة الاقتصادية. و من الملاحظ أن الكثير من المشكلات الهامة ذات الصلة الوثيقة بعلم الاقتصاد لم تتناولها البحوث الاقتصادية، و من أمثلة ذلك دراسة دور القيم و التفضيل في التأثير في قوة العمل و أثر العادات الاجتماعية في الأسعار و دور التعليم في الإنتاج و غير ذلك من الموضوعات التي تركت ليتناولها في الدراسة علماء الاجتماع و علماء النفس، و كذلك يساهم علماء الاجتماع في دراسة التسويق.
و يلتقي علم الاقتصاد و علم الاجتماع في أكثر من موضوع، فالثروة التي هي بؤرة علم الاقتصاد لا توجد إلا في مجتمع و لا تنتج إلا عن طريق الأيدي العاملة و لا تتناول إلا بين أفراد تربطهم نظم و أوضاع اجتماعية، كما يهتم علماء الاجتماع بدراسة العلاقات الاقتصادية بين العمال و أصحاب الأعمال أي بين العمل و رأس المال، الذي أصبح قوة جمعية لأنه ثمرة الجهد الذي يبذله أفراد المجتمع منذ القدم. و من هنا نشأت النظريات الاشتراكية التي مهدت لقيام نظم سياسية و اجتماعية و تستند إلى أسس اقتصادية.
II-2. علاقة علم الاجتماع بعلم السياسة:
يتكون علم السياسة من فرعين رئيسيين الأول يبحث في النظريات السياسية و الثاني يدرس الإدارة، و لا يتطرق أي من الفرعين إلى دراسة السلوك السياسي، و تهتم النظريات السياسية بدراسة الأفكار المتعلقة بالحكومات منذ "أفلاطون" و "ميكيافيللي" و من "روسو "إلى "ماركس"، أما الفرع الخاص بالإدارة المحلية فيعنى بصفة عامة بوصف البناء الحكومي و وظائف الأجهزة المختلفة المكونة له و هكذا يقصر علم السياسة جهوده على دراسة السلطة مجسدة في الأجهزة الرسمية و دراسة العمليات التي تحدث داخل نظاق الجهاز فيما بينها، بينما يهتم علم الاجتماع بدراسة كافة جوانب المجتمع و العلاقات المتبادلة بين مختلف الهيئات و الأجهزة القائمة فيه و من بينها الحكومة.
و تلتقي أحد فروع علم الاجتماع و هو الاجتماع السياسي مع علم السياسة في الاهتمام بموضوعات واحدة و تماثل في أسلوب الدراسة، و لقد ذكر لبست LIBSIT أن "علم السياسة يعنى بالإدارة العامة و كيفية رفع كفاءة الأجهزة الحكومية" في حين يهتم علم الاجتماع "بالبيروقراطية" BUREAUCROCY و الضغوط المتصلة بها. و قد حاول رجال الاجتماع خلال النصف الثاني من القرن العشرين أن يبرزوا الفوارق بين دراساتهم و الدراسات السياسية البحتة فازداد اهتمامهم بالبحوث الاجتماعية في مجال السلوك السياسي فبحثوا في السلوك الانتخابي و اتجاهات الرأي العام نحو الموضوعات السياسية المختلفة و عمليات اتخاذ القرارات في المجتمعات المحلية الصغيرة و غير ذلك من البحوث.
II-3. علاقة علم الاجتماع بعلم التاريخ: علم التاريخ هو علم إنساني اجتماعي في نفس الوقت و يصنف بأنه أبو العلوم لأنه من أقدمها، كما يعرف بأنه " ذلك العلم الذي يتخذ من الوقائع و الأحداث التاريخية التي تظهر في مسرح الحياة البشرية موضوعا، و يهدف إلى استخلاص العبر من تجارب السابقين".
يهتم علم التاريخ بدراسة ما حدث فعلا و يؤرخ الحوادث التاريخية في مواقف معينة فهو سجل حافل لتاريخ البشر يفرض الشروط و الأسباب لحدوث المحددات التاريخية كما حدث فالمؤرخ يختار من بين تلك الحوادث الكثيرة ما يراه أكثر أهمية و يعرض كيفية ارتباط حادثة معينة بحوادث أخرى و كل ذلك يتعلق بنظرة إلى الذاتية الخاصة.
و عالم الاجتماع يهتم بدراسة تاريخ و لكن على نحو مختلفة مهنته الأساسية هي:
1. الفهم الشمولي للعمليات الاجتماعية المتكررة بالنسبة للجماعة أو المجتمع، و بمعنى تحليل القوى الاجتماعية و الثقافة و السياسية و العسكرية التي لعبت دورا بازرا في تشكيل الواقع الاجتماعي في فترة زمانية و كيف تمخض عن ذلك ظهور بعض الظواهر أو المشاكل الاجتماعية
2. الوقوف عند العلاقات العملية التي تربط الماضي و الحاضر و كيف تفسر و تؤثر في المستقبل بمعنى أن عالم الاجتماع يهتم بالماضي لكي يفسر به الحاضر و كلاهما (الماضي و الحاضر) يعمل صورة تنبؤية للمستقبل.
3. تطوير بعض الفروض العلمية و التي قد تختبر فيما بعد في دراسات أخرى.
4. الكشف عن النظريات التي تفسر التطور التاريخي مثل ما قام به ماركس في محاولة الكشف عن ميكانيزمات الصراع الاجتماعي و ما ينتج عن ذلك من آثار اجتماعية و اقتصادية و سياسية شكلت مجرى التاريخ الإنساني و كذلك يهدف البحث التاريخي وضع نظريات اجتماعية تفسر ثقافات و أشكال الحضارات الإنسانية مثل "سوروكن" و "سيجر" و "باسونز" و غيرهم في مجادلتهم استقصاء التاريخ من أجل تفسير أشكال التغير الثقافي و الاجتماعي في المجتمعات الإنسانية قديما و حديثا.
II-4. علاقة علم الاجتماع بعلم النفس:
هو ذلك العلم من العلوم الاجتماعية التي تدرس الأفراد في حالات منعزلة و يهتم بدراسة مظاهر السلوكات التي تعبر عن شخصيات الأفراد الذين يتأثرون بالأوضاع الاجتماعية المختلفة.
قد يتصور البعض أن علم الاجتماع يهتم بدراسة الجماعة بينما يهتم علم النفس بدراسة الفرد، غير أن هذا الاتجاه لا يقرر الحقيقة كاملة، فالجماعة ما هي إلا عدد أقل أو أكثر من الأفراد و الجماعات لا تفكر أو تشعر أو تصرف إلا في أسلوب مجازي، إذ أن التفكير و السلوك لا يصدران إلا عن الأفراد، كما أن الإنسان الفرد ليس له وجود و الحياة الإنسانية لا يمكن أن تتحقق إلا في وسط جمعي. هذا و يظهر التداخل بين كل من علم الاجتماع و علم النفس و يظهر بوضوح في فرع علم النفس الاجتماعي الذي يقع على الحدود بين العلمين.
و الواقع أن كلا من العلمين يتبنى وجهات نظر مختلفة، فعلم النفس يعنى بدراسة حاجات الفرد و قدراته و تنظيمها في محيط شخصيته و يبحث في مصدر الدوافع الفردية في نطاق التكوين الشخصي، بينما يهتم علم الاجتماع بالطريقة التي تقوم على أساسها علاقة كل فرد بغيره من الأفراد في محيط الجماعة، و يبحث عن مصادر الدوافع البشرية في نطاق الأفكار و القيم التي يتعلمها الفرد من مجتمعه، بينما يهتم علم النفس بالسلوك الفردي يهتم علم الاجتماع بالتفاعل الذي يحدث بين أكثر من شخص و تأثير سلوك كل شخص في سلوك الآخر. و رغم الاختلافات الواضحة بين كل من العلمين فهما يلتقيان في الاهتمام بموضوعات متقاربة كثيرة كدراسة جناح الأحداث و الانتحار مثلا بغرض الوقوف على الأسباب و الدوافع التي تؤدي إلى هذا السلوك، غير أن علماء الاجتماع حينما يدرسون هذه الأمور لا يهتمون بالديناميات النفسية إنما يقصرون اهتمامهم على دراسة الموقف الاجتماعي الذي يحدث فيه السلوك، أي أنهم يهتمون بدراسة الجماعة لأنها هي التي تؤثر في سلوك الأفراد. و قد قامت فروع كثيرة من الدراسات النفسية المعنية بدراسة الشخصية الفردية المتأثرة بظروف البيئة و ظواهر الاجتماع و منها – كما سبق أن ذكرنا ـ علم النفس الاجتماعي و كذلك.
II-5. علاقة علم الاجتماع بعلم الأنثروبولوجيا:
تعرف الأنثروبولوجيا بأنها كلمة إغريقية مركبة من شقين: الإنسان ANTHROPES و علم LOGES و هي تعني علم الإنسان و يعنى هذا العلم بدراسة مظاهر حياة الإنسان دراسة شاملة و هي تركز على ما هو بدائي و بسيط في حياة الإنسان.
تهتم الأنثروبولوجيا أو علم الإنسان ببيان أوجه النشاط الإنساني في عصور قديمة أو مجتمعات معزولة و صغيرة نسبيا و هي باعتبارها تهتم أيضا بدراسة الحضارة البشرية و التطور المادي و الثقافي للإنسان، و تقسم الأنثروبولوجيا إلى 4 أقسام رئيسية و هي الأنثروبولوجي الفيزيقية و علم الآثار و الأنثروبولوجيا الثقافية و الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
و عموما ارتبطت تحليلات دراسات الأنثروبولوجيا بمجموعة كبيرة من رواد علماء الاجتماع و الأنثروبولوجيا من أمثال راد كليف براون R.BRAWN و مالينوفسكي MALINOWSKI و كروبر KROBER و غيرهم آخرون. و لقد تأثر بهذه التحليلات كثير من رواد علم الاجتماع من أمثال دروكهايم و غيره من رواد الاتجاه البنائي الوظيفي في دراسة الحياة الاجتماعي في المجتمعات الحديثة. كما تعددت اهتمامات الأنثروبولوجيا في الوقت الراهن و لم تقتصر على دراسة المجتمعات البدائية أو البسيطة فقط و لكن أصبحت أيضا تهتم بدراسة مشكلات المجتمع الحديث و خاصة المناطق المتخلفة SLUMS AREAS و المناطق الصناعية و تحليل مشكلات الجريمة و الأعراف في المجتمعات المتحضرة لتشارك عموما مجموعة اهتمامات علماء الاجتماع و العلوم الاجتماعية في الكثير من الميادين و المجالات المختلفة.
II-6. علاقة علم الاجتماع بالجغرافيا:
تعتبر دراسة الظواهر الجغرافية من الدراسات الهامة التي يهتم بها علماء الاجتماع لاعتبارها جزء من البيئة الخارجية التي تحيط بالإنسان ذاته فدراسة البيئة الجغرافية من قبل علماء الاجتماع تجعلهم يتعرفون على كثير من الجوانب المتداخلة أو المسبقة لحدوث الظاهرة الاجتماعية ذاتها و هذا ما يعتبر في حد ذاته موضع اهتمام لعلماء الجغرافيا أنفسهم.
فدراسة الظواهر السكانية أو الهجرة أو النشاط الاقتصادي مثلا يجعل عالم الاجتماع أن يتعرف على طبيعة و أثر البيئة الجغرافية و العوامل المناخية و التضاريس و العوامل الاقتصادية و غيرها التي تؤثر في توزيع السكان أو الكثافة السكانية أو نوعية النشاط الاقتصادي و عملية الطرد أو الجذب عند دراسة الهجرة سواء كانت داخلية أو خارجية أو مؤقتة أو دائمة كما أن دراسة التركيب السكاني و الديموغرافي للسكان يجعلنا نهتم بدراسة جميع العوامل المتداخلة مع نوعية تركيب السكان، الوضع الطبقي و المهني و جميع الأنشطة الاقتصادية كما أن دراسة قضايا النمو السكاني أو الزيادة السكانية تجعلنا نهتم أيضا بقضايا سوسيولوجية و سكانية مثل المواليد و الوفايات و علاقة الموارد و الغذاء بالسكان، نوعية الفقر و غير ذلك من قضايا جاءت في الكثير من اهتمامات علماء الجغرافيا و فروعها المختلفة مثل الجغرافيا البشرية و الاقتصادية و الطبيعية و أن عالم الاجتماع يهتم كثيرا بدراسة اهتمامات و موضوعات علماء الجغرافيا من أجل الاستفادة من مداخلهم و مناهجهم و تفسيرهم للظواهر الجغرافية و هذا ما ينطبق على سعي علماء الجغرافيا للاستفادة من تحليلات علماء الاجتماع و لا سيما أن الجميع يهتم بدراسة المجتمع ككل.
II-7. علاقة علم الاجتماع بالإدارة:
يعتبر علم الإدارة من العلوم الاجتماعية التي استقلت حديثا على علم الاقتصاد و أخذت مفاهيم مثل: MANAGEMENT أو ADMINISTRATION و أن كان المفهوم الأخير يطلق ليس فقط على طبيعة إدارة المؤسسات أو التنظيمات الصناعية الإنتاجية و لكن أيضا على التنظيمات السياسية أو الحكومات، و لقد ارتبط علم الإدارة كغيره من العلوم الاجتماعية ذات الحداثة النسبية مقارنة بالعلوم الاجتماعية الكلاسيكية أو التقليدية بعلم الاجتماع نظرا للاهتمامات المتزايدة لعلماء هذا العلم المتخصصين منه و لا سيما في السنوات الأخيرة أصبحت مجالاته و ميادينه تتداخل على الكثير من العلوم أو فروع العلوم الاجتماعية ذاتها.
فلقد جاءت اهتمامات عالم الاجتماع لتدرس جميع المؤسسات و التنظيمات الاجتماعية كاملة و إن علم الاجتماع يدرس الأفراد و الجماعات ليس فقد بأنهم أفراد مجردين و لكن أيضا عن طريق وجودهم كأعضاء داخل تنظيمات و مؤسسات اجتماعية مميزة و يعتمد علم الاجتماع التنظيم أحد المجالات الهامة لعلم الاجتماع و التي يهتم بدراسة طبيعة الإدارة داخل تنظيمات الاجتماعية المختلفة و التي يقوم بدراستها علماء الاجتماع بدءا من الشركات العالمية و الشركات العملاقة حتى دراسة جماعة أو تنظيمات عصابات الأحداث أو الجناح، إن مهمة علم الاجتماع لا تكرس فقط لدراسة الأفراد و الجماعات باعتبارهم أفراد عاديين و لكن تفسير سلوكهم و أنشطتهم و تفاعلهم داخل التنظيمات الاجتماعية التي يولدون، يتربون، ينشأون، يعملون، يرفهون فيها أو يوقع عليهم الجزاء و العقاب، و إن تعدد اهتمامات عالم الاجتماع و تنوع مجالات اختصاصاته جعلته يشارك كثير من علماء العلوم الاجتماعية و فروعها المختلفة في الكثير من الموضوعات و القضايا و المشكلات الاجتماعية التي توجد في المجتمع الحديث.
II-8. علاقة علم الاجتماع باللغة:
يعد علم اللغة من العلوم الاجتماعية الذي يهتم بدراسة الكثير من أنشطة الإنسان خلال تفاعله و علاقاته و انفعالاته و سلوكه أو رد الفعل الفردي اتجاه الآخرين و تعتبر اللغة رمز الاتصال بين الكائنات الحية بما فيها البشر و كما تعتبر جزء من مكونات الثقافة و عناصرها المختلفة و التي لا يهتم بها علماء اللغة فقط، و لكن الكثير من علماء العلوم الاجتماعية بما يهتم علم الاجتماع، النفس، الأنثروبولوجبا، السياسة و الاقتصاد و غيرهم و لقد اهتم الكثير من علماء تراث علم الاجتماع بأهمية تحديد مفهومات و تصورات هذا العلم و ذلك في ضوء متطلبات تحديد المعاني و الأفكار العامة و التي يطرحها الباحثين و المتخصصين في مجالات المختلفة.
و لقد ظهر منذ عدة عقود في الجامعات الغربية و العالمية اهتماما ملحوظا بعلم اجتماع اللغة SOCIOLOGY OF LINGUISTICS كأحد الفروع التي ترتبط بين اهتمامات كل من علماء الاجتماع و علماء اللغة و لكن للأسف لا تزال الاهتمامات بهذا الفرع في الجامعات و المعاهد العليا العربية بعيدا كل البعد عن الاهتمام و الترحيب شأنه شأن كثير من التخصصات الأخرى التي لم تظهر لحيز الوجود لأسباب متعددة المهم أن علم اجتماع اللغة تركز على دراسة طبيعة مكونات و تراكيب اللغة و أسباب انتشارها و اختلاف و تباين اللغات العالمية، و نوعية اختلاف اللغات و اللهجات العالمية مثل اللهجات الساحلية عن الداخلية أو أهل الريف عن أهل الحضر أو التطور اللفظي لمفردات اللغة و اشتقاقاتها المختلفة
II-9. علاقة علم الاجتماع بالقانون:
هو مجموعة قواعد قانونية تنظم سلوكات أفراد المجتمع حيث أن هذه القواعد منها ما هو آمر و ما هو ما هو تكميلي. و تبزر العلاقة بين العلمين في:
- هما علمان اجتماعيان يهتمان بدراسة الفرد و المجتمع.
- رغم أنها يهتمان بدراسة الإنسان في الوسط الاجتماعي إلا أن علم الاجتماع أشمل من علم القانون و الذي يعد في نظر بعض السوسيولوجيين فرعا ثانويا من فروع علم الاجتماع.
- يعتمدان على دراسة الظاهرة الاجتماعية في وسطها الاجتماعي كما أنهما يلتزمان باستخدام المهنج العلمي الحديث في تتبع و تحليل الظواهر القانونية الاجتماعية.
- إن هذان العلمان يلتقيان في فرع مشترك يسمى علم الاجتماع القانوني و عند البعض علم اجتماع الحقوق و لكن الأول أدق.
- أصبحت الدراسات السوسيوقانونية ملحة جدا نظرا لتعقد الظواهر الاجتماعية و بروز ظواهر حديثة مثل جرائم الإرهاب جرائم الأنرنيت جرائم التجسس جرائم البيئة.
- من بين المواضيع التي يهتم بها هذان العلمان نجد الأسرة و القانون الجماعات الاجتماعية و القانون المرأة و القانون الثقافة القانونية النظام الاجتماعي و القانون ... إلخ.
II-10. علاقة علم الاجتماع بالخدمة الاجتماعية:
ترتبط الخدمة الاجتماعية و فروعها و ميادينها المختلفة بعلم الاجتماع و في كثير من الأحيان نوع من الخلط في طبيعة الاهتمامات بين هذين العلمين، فعلم الاجتماع يركز على استخدام النظريات السوسيولوجية في تحديد و توجيه البحث الاجتماعي و مناهجه و أدوات جمع بياناته المختلفة بالإضافة إلى استخدام كل في كيفية تطبيق و اختبار هذه النظريات في الواقع، أما علم الخدمة الاجتماعية و أقسامه المختلفة مثل خدمة الفرد و خدمة الجماعة و تنظيم المجتمع و غيرها بأنها تهتم بتوصيف أنماط الخدمة من الناحية العلمية الواقعية و ما ينبغي أن يقوم به دور الأخصائيين أو الممارسين أو القائمين على التخطيط الاجتماعي لأساليب الرعاية المختلفة
و بالطبع فقد يجب الباحث غير المتخصص أو القارئ العادي أنه لا توجد هناك اختلافات جوهرية بين العلمين و علم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية و لكن بالطبع هناك مجموعة من الاختلافات التي قد ترجع إلى طبيعة النظريات السوسيولوجية و التراث الأكاديمي المميز لعلم الاجتماع و نوعية مناهجه و طرق بحثه و أدوات جمع بياناته و إن كانت توجد ثمة اتفاق حول طبيعة طرق البحث و أدوات جمع البيانات و التي يهتم بها كل من علماء الاجتماع و الخدمة الاجتماعية و لا سيما أن هدف كل منهما هو دراسة المجتمع و جمع الحقائق و البيانات الواقعية بصورة علمية مدروسة.
خاتمة:
و موجز القول أن علم الاجتماع بوصفه أحد العلوم الاجتماعية له وظيفة عامة تناسب تلك الوظائف التي تؤديها بقية العلوم الاجتماعية، و العلوم الاجتماعية كلها تدرس السلوك البشري و لكن من زوايا مختلفة و الاختلاف راجع إلى اختلاف في موضوعات الدراسة و كذلك نوع المتغيرات المستخدمة في التفسير، و يؤكد الكثير من العلماء أن الاختلاف في العلوم الاجتماعية هو اختلاف تمليه ضرورة الدراسة و التحليل فقط غير أن نتائج البحوث في ميادين العلوم الاجتماعية متشابكة و مترابطة.
قائمة المراجع:
1. صلاح العبد: علم الاجتماع التطبيقي، دار التعاون للنشر و الطبع، 1972.
2. صلاح مصطفى الفوال: منهجية العلوم الاجتماعية، دار الهنا للطباعة، القاهرة (مصر)، 1982.
3. عاطف غيث: علم الاجتماع، ج1، دار الكتب الجامعية، الإسكندرية (مصر)، 1973.
4. عبد الله الهادي الجوهري: أصول علم الاجتماع، المكتبة الجامعية، الإسكندرية، (مصر)، 2001.
5. عبد الله محمد عبد الرحمان: علم الاجتماع النشأة و التطور، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية (مصر)، 2003.
6. عبد الله محمد عبد الرحمان: علم الاجتماع الاقتصادي، ج1، دار المعرفة الجامعية الإسكندرية (مصر)، 1994.
7. محمد أحمد بيومي: أسس و موضوعات علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية (مصر)، 2004.
منقوووووووووول
الأحد 10 سبتمبر 2017, 12:57 من طرف kamelm
» مطابخ عصرية ومبتكرة من مؤسسة البيالي
الأحد 05 مارس 2017, 16:21 من طرف kamelm
» الامتحانات النهائية
السبت 04 مارس 2017, 07:42 من طرف محمد شهاب2008
» مواضبع امتحان اللغة الانجليزية مع الحلول
الجمعة 10 فبراير 2017, 17:40 من طرف المدير الشرفي للمنتدى
» مواضيع امتحان لعة فرنسية مع الحلول
الجمعة 10 فبراير 2017, 17:31 من طرف المدير الشرفي للمنتدى
» شركة نقل عفش بالمدينة المنورة 0556845966
الخميس 09 فبراير 2017, 21:25 من طرف kamelm
» صور مشبات ابو لؤي
الخميس 09 فبراير 2017, 18:30 من طرف kamelm
» 150 ملف حول الإدارة الشاملة
السبت 28 يناير 2017, 10:31 من طرف المدير الشرفي للمنتدى
» 150 ملف حول إدراة الموارد البشرية
السبت 28 يناير 2017, 10:31 من طرف المدير الشرفي للمنتدى